الخميس، 23 فبراير 2012

الفقر في المملكة والإعلام


قرأت اليوم مقالا  للأمير الوليد بن طلال في صحيفة وول ستريت جورنال , يقول فيه إن ثورات الربيع العربي سيصل مداها إلى جميع الدول العربية وأن رياح التغيير تهب على الشرق الأوسط وستصل بالتالي إلى كل دولة عربية ,

 وكان مما ذكره أن الوقت المناسب هو الآن للتغيير ، خاصة للأنظمة الملكية التي لا تزال تتمتع بقدر كبير من العلاقة الطيبة مع الجماهير، أن تبدأ بتبني إجراءات تجلب قدرا أكبر من المشاركة أمام المواطنين في الحياة السياسية في بلادهم".

مثل هذه التصريحات تبشر بالخير , ونتمنى أن تلقى آذان صاغية عند أصحاب القرار .

ولكن في نفس اليوم قرأت خبرا , تفاجئت به , وأظن أن الكثير تفاجئوا مثلي , عندما أعلنت وزارة الإعلام إيقاف احد الكتاب السعوديين عن الكتابة , وقيل في الخبر أن السبب هو تناول هذا الكاتب لمشكلة الفقر في المملكة العربية السعودية . وقد أوقف حتى  البرنامج الذي تداخل به هذا الكاتب ,

لا أعلم , هل بإيقاف البرنامج والكاتب قد أنهينا مشكلة الفقر في المملكة ؟
أو نكون كما يقال عن النعامة أننا ندفن رؤوسنا في الرمل ؟

الفقر موجود , وبنسب عاليه كما بينت الكثير من الإحصاءات , وكما تشهد بذلك قوائم المستفيدين من نظام الضمان الاجتماعي , والجمعيات الخيرية المنتشرة في كل القرى , وأشهد أنه موجود , ومن أراد من المسئولين معرفة عدد الفقراء فما عليه إلا زيارة القرى في أنحاء المملكة , فأنا اعلم بالمنطقة الشرقية , وأرى  كم كبير من الفقراء في دارين وفي قرى الإحساء وغيرها ,

إن أسلوب المنع من الكتابة  لا يصلح لهذا الزمان , فأن منعت وزارة الإعلام الكتابة  في  الصحافة الورقية المحلية , فكيف ستمنع تويتر و الفيسبوك والمدونات والآلاف الصحف الالكترونية حول العالم ؟
لا أظن أن الوزارة قادرة على السيطرة على وسائل الاتصال الجماهيري , فالصحافة خرجت من القمقم الذي كانت به , ولن ينفع قانون الصحافة في حجب  الحقائق , فأن لم ننشرها نحن فسينشرها غيرنا , فهل سنمنعهم أيضا ؟

أتمنى أن تعي وزارة الإعلام أن مهمتها ليس الحجر على الرأي , فالرأي لا يمكن الحجر عليه , وليس إخفاء الحقائق أو حجبها , بل هي في إظهار الحقائق ,  ومعالجة أسبابها , هذه هي الوسيلة الوحيدة .
يجب أن نرفع رؤوسنا وأن نفتح أعيننا وأن تصغي أذاننا , ونعرف ما هي المشاكل التي نواجهها , ونضع الحلول الجذرية لها , حينها لن نتأثر بنقد المنتقدون وقول الحاقدون , فلن ينالوا منا .

يجب أن نضع حدودا للفساد , حدودا للسلطة , وان يكون الجميع سواسية أمام قانون الله تعالى , فكلنا سواسية , الفساد  المالي والإداري  يجب أن لا يمر دون حساب , ويجب معاقبة المفسد كائنا من كان , لا يهم من يكون ولا أبن من . هذا إذا أردنا إن نرتقي وأن تكون لنا مكانة تحت الشمس .
فالمكانة لا تكون بأغاني تذاع , ولا بمقالات تدبج ولا بلوحات ترحيب وولاء , بل هي في كرامة المواطن , المواطن الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليق واحد:

  1. "يجب معاقبة المفسد كائنا من كان " هل العقوبة تشمل حتى الجالسين على عروش الحكم التي يتوارثونها وكلنا يعلم انهم سبب الفساد؟ هل من مات ضميره منذ عشرات السنوات يمكن ان يشعر بمعانات ابناء وطنه بعد كل هذه السنوات ؟هؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل " ذيل الكلب وضع في قصبة أربعين سنة وعندما أخرجوه وجدوه اعوج"

    نتمنى ان يعم الخير على كل المسلمين والبشر اينما وجدوا وان تكون المملكة السعودية و السعوديين رمزا مشرفا لكل العرب والمسلمين.

    ردحذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام