الجمعة، 3 فبراير 2012

ديمقراطيون ولكن ...


 كلنا يرى ما يحدث في تونس , ومصر , وهما طليعة الشعوب التي ثارت على الظلم , ونرى ما يحدث في ليبيا  من اتهامات للتيارات الإسلامية . ونرى هجمات متتالية على التيار الإسلامي , واتهامات وتخويف بل ويصل إلى تخوين التيار الإسلامي , واتهامه بالعمالة لأمريكا والغرب وحتى للعرب  .
 انه نوع من الاستغفال للمواطن العربي , أن نتحدث عن مؤامرة أمريكية عربية إسلاميه على الوطن العربي المسلم . كأن الطواغيت السابقون كانوا مثال للوطنية والإخلاص لبلادهم .
أنهم يستخدمون نفس الاتهامات التي كان بن علي وحسني مبارك و القذافي يستخدمها ضد حركات التحرر العربي . وكانوا يخوفون الغرب و العرب من الإسلاميين .
كلنا يعلم كيف حوربت التيارات الإسلامية في الكثير من الدول العربية , ونحن مسلمون ,  بحيث كان من يكرر صلاة الفجر في المسجد  يتم القبض عليه والتحقيق معه .

كلنا يذكر إلغاء نتائج الانتخابات في الجزائر بعد فوز الإسلاميين , ودخول الجزائر إلى النفق المظلم , وكلنا يذكر كيف عوقب الشعب الفلسطيني على اختيار حركة حماس بانتخابات اقر بنزاهتها الجميع .

هل تتكرر نفس هذه السيناريوهات  ؟

لنقرر أولا , هل نطالب بالديمقراطية أم لا ؟
إن كنا نطالب بالديمقراطية فلنقبل بالنتائج التي تصدر عن صناديق الاقتراع , وأن لا تكون ديمقراطيتنا هو أن نقبل بها إذا أتت بمن نحب وما نريد , وإن كانت غير ذلك فنحن مع الحكم التسلطي ونتهم الشعب بالجهل وانعدام الوعي السياسي . وهي نفس اتهامات السلطات القمعية .

اليوم نجد اكبر التخوف هو من الأخوان المسلمين , ولكنهم رغم الصراخ والعويل والحملات الشرسة التي يتعرضون لها , يتفوقون على الجميع , تفوق الإسلاميين في انتخابات تونس , وفي انتخابات مصر , واليوم تفوق الأخوان المسلمون في انتخابات الكويت .  هل  نستطيع أن نتهم كل هذه الشعوب بالجهل؟

الأخوان المسلمون تنظيم عالي الكفاءة , وهذا ما يعيبه عليه مخالفيه , ولا أعلم احد يعيب على تنظيم انه عالي الكفاءة , ويتهمونهم بأنهم منظمون , ولا أعلم أي نوع من الاتهام هذا , الذي هو ميزة نتمنى أن توجد لدي كل التيارات السياسية .

هناك من يتهم الإخوان المسلمون بالعمالة للخارج , وبل وقرأت للبعض بتسميتهم بالإخوان الخائنون , ولا اعلم ما هي الخيانة التي يتكلمون عنها , هل لأن فكرة الإخوان المسلمون نشأت في مصر بداية ؟ ولكن الم تنشا الديمقراطية أساسا في أثينا ؟ الم تنشا الشيوعية في ألمانيا ؟ والليبرالية في فرنسا ؟ والعلمانية في ايطاليا ؟
بل حتى الإسلام ظهر في الجزيرة العربية . والمسيحية في فلسطين واليهودية في مصر , فهل كل هؤلاء مرتبطون بمناطق نشأة الحركة ؟ ونتهم من ينتسب لها بالعمالة ؟
هذه أفكار ومناهج عمل وليست عمالة .
أما اتهام الإخوان بالعمالة للغرب , فهذه تهمة تحتاج إلى أدلة , ولم أقرأ أو أطلع على أي دليل , سوى بعض الأخبار  أن فلان اجتمع مع فلان , وفلانة اجتمعت مع فلان , وهذه اتهامات واهية  أوهى من بيت العنكبوت .

كما أن هناك اتهام لا أعرف كيف أسميه , وهو وجود أجندات غير معلنه, ولا أعلم كيف عرف المتهمِون هذه الأجندات بما أنها غير معلنة ؟

والاتهام الأخر ’ وهو أن المجتمع يرفض التطرف , ويطالب بالإسلام الوسطي , ولكن لا أعلم كيف صنفوا الإسلام السياسي , والأحزاب الإسلامية السياسية بأنها متطرفة . فهم وافقوا ان ينشئوا أحزاب حسب الدستور القائم , ووافقوا على مبدأ تبادل السلطة , فكيف نتهمهم بالتطرف , وما هو مفهوم التطرف في هذه الحالة ؟

بالطبع نحن جميعا ضد الحاكم " الثيوقراطي " , الحاكم الذي يستعمل نظرية التفويض الإلهي , وان من يخالف الحاكم يدخل جهنم  , ومن صبر على ظلم الحاكم وحني ظهره لكي  يركب عليه الحاكم المفوض من الله  يدخل الجنة . هذا يجب أن يزال فليس هنالك حاكم مفوض من الله , إنما هو عقد اجتماعي بين المجتمع والحاكم  ينطبق عليه نفس شروط العقود والوكالات .
ولكن إن اختار الشعب تيارا معينا في انتخابات شفافة وصادقة , فيجب أن نرضخ للشعب , ونقبل بإرادة الشعب .  لا أقول أن نسكت على أخطاء الحاكم الذي تم اختياره , بل نراقبه ونحاسبه , بل وننحيه إن ثبت عليه جرم , كما حدث مع الرئيس نيكسون , ولكن لا نخوّن ولا نرمي بالتهم جزافا , ولا نخلق بلبله لا تخدم إلا أعداء الأمة .
يشهد الله إني لست أخوانيا , ولكني ديمقراطيا , أحب الشعب , واحترم رأي أي شعب في اختيار حاكمه , واختيار نظام حكمه .  فأن نجح الحاكم كان بها , وإن فشل فلا يجدد له .  والشعب هو صاحب السلطة .
أرجوكم احترموا شعوبكم , احترموا خيارات الشعوب ولا تكونوا ديمقراطيين ولكن ...
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان

هناك تعليقان (2):

  1. مع احترامي لك استاذنا العزيز.....الشعب ليس بمزاجه.....يجب على الشعوب التمسك بحكم الشريعة الإسلامية .....الحكم لله وليس للشعب.....نعم من حق الشعب اختيار حاكمه وحكومته بما لايتنافى مع الشرع....من حق الشعب النقد ومحاربة الظلم والعدوان بالطرق المشروعة.....السلطة للشرعية الإسلامية وليس للشرعية الشعبية.....الشعب بتحكيم الشريعة سيرتاح ولن يتوه.
    أخوكم ناصر الإسلام

    ردحذف
    الردود
    1. الاخوان المسلمون في الكويت مدعمون من قيبل قبائلهم بالاضافة الى تفشي الرشاوى الانتخابية في المراحل السابقة ليوم الاقتراع.وباسم الديمقراطية نسمح اذا بوجود الاحزاب العلمانية في دول العربية الاسلامية , والتي قد لا تنجح الان ولكن بالتاكيد ستنجح بعد عشرات السنوات عندما تجد من يؤيدها لان المسلمين والعرب في ابتعاد عن الاسلام .

      حذف

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام